... وإنفجر الوضع في عرسال منذ يومين بين شبان من البلدة والنازحين السوريين. إنفجر الوضع عندما إعتدى عدد من شبان عرسال على سيارات ودراجات ومحال تجارية تعود ملكيتها لسوريين يقطنون بلدتهم. هذا الإعتداء كان الأول من نوعه من حيث هذا الحجم، لكنه لن يكون الأخير تقول مصادر عرسالية متابعة للملف، ولم يكن مفاجئاً لأحد بسبب التحذيرات المتكررة من هذا الملف. وفي هذا السياق يقول أحد المنظمين للتحرك، إن "الهدف هو إطلاق صرخة بوجه المسؤولين، للبدء بإعادة النازحين السوريين المنتشرين في عرسال وبأعداد لا يمكن لبلدة أخرى أن تتحملها الى قراهم وبلداتهم السورية التي أصبحت بمعظمها آمنة. القيمون على تحرك المجموعة العرسالية، يتمنون على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أن يحددوا مواعيد لهم.
المجموعة العرسالية التي تتحد ضد النازحين ستشرح قريباً للرأي العام وخلال مؤتمر صحافي، مدى الضرر الإجتماعي والإقتصادي الذي لحق بالبلدة، جراء العدد الكبير للنازحين السوريين، وكيف إنعكس هذا الضرر على أهالي البلدة الحدودية، التي عانت ما عانته من حرمان قبل النزوح، وكيف أن وضعها مع هؤلاء لم يعد يطاق. وفي هذا السياق، يقول مصدر في المجموعة العرسالية المذكورة، "إذا كان البعض داخل عرسال مستفيداً من ملف النزوح، إما بتأجير أرضه للمخيمات، وإما بالعمل مع الأمم المتحدة والإستفادة مادياً لذلك لا يحرك ساكناً حيال ملف النازحين، فنحن سنكشف وبالأرقام إن هذا البعض المستفيد لا يشكل سوى قلة قليلة من أهالي البلدة، بينما تدفع الأكثرية الساحقة من الأهالي ثمن إستضافة بين 65000 نازح".
تعلق هذه المجموعة العرسالية آمالاً كثيرة على رئيس الجمهورية الذي لا يفوّت مناسبة إلا ويتحدث فيها عن ضرورة عودة النازحين الى بلادهم، وكذلك على رئيس الحكومة الذي سبق له أن تبنى موقف الرئيس عون، وإذا كانت هناك إستحالة بإفراغ عرسال من جميع النازحين المقيمين فيها دفعة واحدة، يأمل المعترضون على بقائهم بعددهم الحالي، أن تثمر صرختهم تخفيضاً للعدد الموجود بنسبة تقارب الخمسين في المئة، وذلك إما عبر تأمين نقلهم الى الداخل السوري بالتنسيق مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، وإما عبر توزيعهم على مخيمات أخرى في الداخل اللبناني، وفي هذا السياق، يؤكد مصدر في المجموعة العرسالية المعترضة أنه "وبمجرد وقف الأمم المتحدة دعمها لهؤلاء النازحين سيغادر عدد كبير منهم يعيش على هذه المساعدات ويستفيد منها لدرجة أنه بات يتاجر بها ويبيعها الى نازحين آخرين".
الصرخة أطلقت هذه المرة من عرسال لا من غيرها من البلدات اللبنانية. من البلدة التي اتهمت في بداية الأحداث السورية بدعمها لما سُمّي في حينها بـ"قوى المعارضة السورية" وتبين لاحقاً أنه إرهاب مدعوم عربياً ودولياً. الصرخة أطلقت من عرسال ومن دون أن يجرؤ فريق سياسي اليوم على رفضها وهنا المقصود تيار المستقبل وما تبقى من "14 آذار" لأن المعطيات تبدلت كثيراً عن السابق، ولأن الرهانات السابقة على دعم المجموعات الإرهابية أثبتت فشلها الذريع، فهل تصيب هذه التحركات أهدافها المرجوة؟.